ما هي مضاعفات والآثار الجانبية ما بعد عملية المياه البيضاء ؟

تعد عملية المياه البيضاء أحد أشهر جراحات العيون التي تساعد على علاج مشكلات الرؤية المصاحبة لحالات المياه البيضاء أو الساد، وفي معظم الحالات تتم الجراحة بسلاسة ويستعيد المريض الرؤية بشكل طبيعي، ويتم التعافي دون أي مشكلات طويلة الأمد، لكن مثل أي عملية جراحية، قد تحدث بعض المضاعفات لعملية المياة البيضاء خاصة إذا كان المريض يعاني من مشكلات أخرى في العين.

سنتناول في هذا المقال الحديث المفصل عن مضاعفات عملية المياه البيضاء وآثارها الجانبية المحتملة، وكيفية تجنب تلك المضاعفات.

ما هي عملية المياه البيضاء؟

عملية المياه البيضاء هي جراحة تساعد على علاج مشكلات الرؤية الناتجة عن إعتام عدسة العين أو الساد، حيث تعمل على استبدال العدسة الغائمة داخل العين بعدسة أخرى سليمة.

تعد المياه البيضاء أو إعتام عدسة العين هي حالة تحدث عندما تظهر منطقة غائمة على عدسة العين أو الجزء الشفاف من العين الذي يعمل على تركيز الضوء، وهي حالة شائعة جدًا عند كبار السن.

يمكن أن يستغرق التعافي الكامل من عملية إزالة المياه البيضاء من 2 إلى 6 أسابيع، لكن تعد نسبة نجاح العملية عالية، وتساهم بشكل كبير في تحسين الرؤية.

ما هي المضاعفات والآثار الجانبية ما بعد عملية المياه البيضاء ؟

تعد عملية المياه البيضاء عملية سريعة وغير مؤلمة، لكنها كأي إجراء جراحي قد تسبب بعض المضاعفات والاثار الجانبية، ويمكن أن تتراوح تلك المضاعفات ما بين الآثار الجانبية التي تظهر مباشرة بعد العملية إلى المضاعفات طويلة الأمد.

تشمل الآثار الجانبية الفورية كلًا من:

• الشعور بعدم الراحة.
• الكدمات.
• تورم في الجفن.
• زيادة ضغط العين.
• حدوث رد الفعل التحسسي تجاه قطرة الستيرويد أو المضاد الحيوي.

لذلك تتم مراقبة هذه المضاعفات بعد العملية، وإذا كان هناك زيادة في الإحساس بالألم، أو انخفاض في الرؤية، أو أي إفرازات من العين، ينصح باستشارة الطبيب على الفور.

أما عن أبرز مضاعفات عملية المياه البيضاء المتأخرة فتشمل ما يلي:

العدوى والتهاب العين

تعد العدوى بعد جراحة إزالة المياه البيضاء حالة نادرة، ويمكن أن تحدث نتيجة دخول الجراثيم إلى العين أثناء الجراحة، يمكن أن يشعر المريض المصاب بالعدوى بحساسية للضوء، كذلك قد يعاني من الألم والاحمرار ومشكلات في الرؤية.

يمكن أيضًا أن تحدث العدوى والتهاب العين نتيجة عدم التزام المريض بوضع القطرات التي يصفها الطبيب بعد العملية والتي تشمل قطرات المضادات الحيوية، أو عن طريق تعريض العين مباشرة لمصادر التلوث والأتربة.

يجب الحصول على العناية الطبية على الفور حال ظهور أعراض العدوى، حيث يصف الطبيب جرعات من المضادات الحيوية للعين للمساعدة على التخلص من العدوى.

انفصال الشبكية

تقع شبكية العين في مكان محدد داخل العين، وتلعب الشبكية دورًا هامًا في استشعار الضوء ثم إرساله في شكل إشارات إلى الدماغ عن طريق العصب البصري، يمكن أن تحدث مشكلة انفصال الشبكية بعد عملية المياه البيضاء عندما تنسحب الشبكية بعيدًا عن الجزء الخلفي من العين.

يعد انفصال الشبكية حالة طارئة يمكن أن تسبب فقدان الرؤية، لذلك يجب مراجعة المريض لطبيب العيون على الفور إذا شعر بأي من الأعراض التالية بعد عملية المياه البيضاء:

• الشعور بوجود حائل أو ستارة تغطي جزء من العين.
• وجود بقع عائمة في مجال رؤية المريض.
• رؤية ومضات من الضوء.

انتشار أجزاء وبقايا العدسة داخل العين

عندما يقوم الطبيب بإزالة العدسة المعتمة أثناء جراحة إزالة المياه البيضاء، قد تسقط بعض القطع في العين، لا تسبب الأجزاء الصغيرة من العدسة عادة أي مشكلة، ولكن الأجزاء الكبيرة يمكن أن تسبب العديد من المشكلات، ويمكن أن يحتاج المريض لعملية جراحية لإزالة الجسم الزجاجي ومنع التورم.

تراكم السوائل في شبكية العين

يمكن أن تتسرب الأوعية الدموية في شبكية العين في بعض الأحيان بعد عملية المياه البيضاء، مما يؤدي إلى تجمع تجمع السوائل في العين، وبالتالي يتسبب في تشويش الرؤية.

يصف الطبيب عادة بعض أنواع قطرات العين لعلاج هذه الحالة، وقد يستغرق علاجها أسابيع أو أشهر للشفاء، لكن في النهاية تتحسن تماما. وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن يحتاج المريض إلى حقنة ستيرويد خلف العين، وكذلك قد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية.

خلع العدسة الجديدة داخل العين

يمكن أن تنزلق العدسة الاصطناعية التي وضعها الطبيب في العين أثناء الجراحة من مكانها، مما يسبب عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها، كذلك قد يؤدي ذلك أيضًا إلى مشكلات أكثر خطورة مثل النزيف والتورم.

يمكن أن تحتاج هذه الحالة إلى إجراء عملية جراحية لإعادة العدسة إلى مكانها أو وضع واحدة جديدة.

إعتام عدسة العين الثانوي

يعد اعتام عدسة العين الثانوي أحد أشهر مضاعفات واثار عملية المياه البيضاء، حيث تعمل جراحة المياه البيضاء على إزالة الجزء الأمامي من العدسة مع ترك الجزء الخلفي في مكانه، وهذا هو المكان الذي يمكن أن يصاب بإعتام عدسة العين الثانوي، عندما يحدث ذلك، قد تصبح الرؤية غائمة مرة أخرى.

يمكن علاج هذه الحالة بالليزر، حيث يستخدم الطبيب شعاع الليزر لعمل ثقب في الجزء الخلفي من كبسولة العدسة، يسمح هذا الثقب للضوء بالمرور حتى يتمكن المريض من الرؤية بشكل طبيعي. يعد هذا الإجراء غير مؤلم ويستغرق حوالي 5 دقائق فقط، يجدر الذكر أن هذه الحالة تحدث بشكل طبيعي لكل من خضع لجراحة إزالة المياه البيضاء.

تورم القرنية

يمكن أن يحدث تورم في قرنية العين وتصبح ضبابية كأحد المضاعفات بعد عملية المياه البيضاء، ويسبب ذلك صعوبة في الرؤية، لكن تكون هذه المشكلة دائمًا مؤقتة وتتحسن خلال أيام أو أسابيع، وقد يصف الطبيب لعلاجها بعض قطرات العين.

النزيف

نادرًا ما يمكن أن يحدث نزيف بعد عملية المياه البيضاء، ولكن أثناء الجراحة، قد تبدأ الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين بالنزيف دون سبب، كذلك بعد الجراحة قد يتجمع الدم بين القرنية والقزحية ويتسبب في حجب الرؤية، ولا يسبب النزيف البسيط أي مشكلة، لكن النزيف الشديد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية.

يمكن السيطرة على النزيف باستخدام قطرات العين، كذلك يحتاج المريض إلى الراحة في السرير ورأسه مرفوعًا. وإذا لم يتم تصريف الدم أو تسبب في ضغط كبير في العين، فقد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية.

ارتفاع ضغط العين

يعد ارتفاع ضغط العين أحد مضاعفات عملية المياه البيضاء، حيث يمكن أن يؤدي التورم أو النزيف أو وجود بقايا وأجزاء من العدسة إلى زيادة الضغط على العين، مما قد يتسبب في مشكلات في الرؤية أو الإصابة بالجلوكوما.

يعتمد علاج هذه الحالة على السبب المحدد لحدوثها، فإذا تعرض العصب البصري للتلف، يمكن أن يحتاج المريض أيضًا إلى جراحة الجلوكوما.

تعرف على الفرق بين المياه البيضاء والمياه الزرقاء

الحساسية للضوء

تعد حساسية الضوء أمرًا طبيعيًا بعد عملية المياه البيضاء، ولكن إذا استمرت أكثر من يومين، يجب مراجعة طبيب العيون، وفي بعض الأحيان، يحتاج المريض فقط إلى ارتداء النظارات الشمسية لبضعة أشهر حتى تختفي الحساسية للأضواء.

لكن يمكن أن تكون حساسية الضوء أيضًا علامة على مشكلة أخرى في العين، مثل وجود التهاب شديد، وقد يحتاج المريض حينها إلى استخدام قطرات للعين، لذلك ينبغي استشارة الطبيب إذا استمرت حساسية الضوء لفترة طويلة.

تدلي الجفون

يعد تدلي الجفون حالة شائعة بعد جراحات العيون، ولم يعرف السبب المحدد لتدلي الجفون بعد عملية المياه البيضاء، لكنه في معظم الحالات يختفي من تلقاء نفسه، لكن إذا استمر أكثر من 6 أشهر، قد يحتاج المريض إلى عملية جراحية لشد الجفون.

اقرأ أيضاً: نسبة نجاح عملية شد الجفن

مشكلات في الرؤية

يمكن أن يعاني المريض من مشكلات في رؤية بعد عملية المياه البيضاء، مثل ظهور المؤثرات البصرية في مجال رؤيته، ويوجد نوعان من المؤثرات البصرية، هما كما يلي:

• السلبي الذي يسبب ظهور ظل منحني على حافة رؤية المريض.
• الإيجابي الذي يظهر في مجال رؤية المريض على شكل هالات أو انفجارات نجمية أو ومضات أو خطوط من الضوء.

يمكن أيضًا أن تسبب الجراحة انفصال الجسم الزجاجي الخلفي عن الشبكية، مما يسبب ظهور شبكات عنكبوتية، وسحب متحركة، وومضات من الضوء في مجال رؤية المريض. لكن عادةً ما تتحسن الحالة من تلقاء نفسها في غضون بضعة أشهر، لكن إذا استمرت المشكلة لعدة أشهر، فقد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية، وقد يحتاج المريض إلى عدسة جديدة أو تجرب طة عدسة ثانية فوق الأولى.

كيفية تجنب مضاعفات عملية المياه البيضاء

يمكن تجنب مضاعفات واثار عملية المياه البيضاء من خلال اتباع الطرق التالية:

• اتباع تعليمات الطبيب بدقة. قد يكون من الصعب أن تبدو هذه التعليمات قاسية، ولكنها تهدف إلى تعزيز التعافي السريع وتقليل الآثار الجانبية.
• تجنب فرك العين، وذلك عن طريق تجنب النوم على البطن وارتداء واقي على العين قبل النوم.
• استخدام قطرات العين الموصوفة بانتظام وفقاً لتوجيهات الطبيب.
• تجنب إدخال الماء المباشر إلى العين.
• تجنب التدخين بعد الجراحة، حيث يمكن أن يؤثر التدخين على عملية التعافي.
• التواصل الوثيق مع طبيب العيون للمتابعة الطبية النشطة بعد العملية.

يجب أيضًا اختيار جراح العيون الذي سيجري العملية بعناية، فيجب أن يكون خبير وله العديد من التجارب الناجحة في عمليات المياه البيضاء.

كذلك يكون حاصل على شهادات أكاديمية مُعتمدة، ويجب أيضًا اختيار مركز لجراحات العيون عالي الكفاءة ويُطبّق معايير الجودة الطبية المحلية والعالمية لضمان سلامة عينيك.