هل المياه البيضاء معديه؟ أم أنها مرض وراثي؟
إن المضاعفات المترتبة على الإصابة بالمياه البيضاء قد تسبب الخوف والقلق للكثيرين، فالمرض يسبب العمى -إن أهمل-، وإن المرضى لا يخافون على أنفسهم فقط، بل يخشون انتقال المرض إلى الأبناء والأقارب اعتقادًا بأن مرض المياه البيضاء مرض معدي.
هل المياه البيضاء معديه؟ هذا هو عنوان حديثنا لهذا اليوم، فبعد أن أوضحنا في مقالات سابقة طرق علاج الماء الابيض في العين، والتي يعد أبرزها الخضوع لعملية المياه البيضاء في العين، ننتقل بحديثنا إلى أبرز الأسئلة الشائعة.
هل المياه البيضاء معديه؟
“هل المياه البيضاء معديه؟” لعلك سمعت بذلك السؤال من قبل، وبدأ عقلك يحاول البحث عن إجابة واضحة له، وحتى يتسنى لنا -نحن- الإجابة عنه، دعنا في البداية نوضح بعض النقاط.
مرض معدي… ما المقصود بالعدوى؟
لنشرح أولًا المقصود بالمرض المعدي، العدوى هي انتقال ميكروب من نوع ما -بكتيري أو فيروسي- من شخص مريض إلى شخص آخر، وغالبًا ما تنتقل العدوى عبر التعامل المباشر أو غير المباشر مع الشخص المريض يصف العلماء تلك الطريقة في انتقال العدوى بالعدوى الأفقية (Horizontal disease transmission).
إذن تتمثل شروط أساسي حدوث العدوى في:
- وجود الميكروب المسبب للعدوى.
- تعامُل الفرد السليم مع المريض مباشرةً أو ملامسة الأسطح والأغراض الملوثة بالرذاذ الصادر من سعاله.
اقرا عن التهاب القرنية البكتيري
هل ينطبق ذلك على مرض المياه البيضاء؟
عند الإجابة عن سؤال: “هل المياه البيضاء معديه؟”، ينبغي أن نَتطرق إلى أسباب المرض لنعرفها ونبين طريقة الإصابة به وترتبط الإصابة بالمياه البيضاء في العين بتغيّر البروتينات والألياف الموجودة في عدسة العين، فقبل الإصابة بالمرض، تتآلف تلك البروتينات جيدًا وتسمح للضوء بالمرور دون أي عائق.
بعد التعرض لبعض العوامل، تتغير الحالة الكيميائية للبروتينات الموجودة في عدسة العين، فتتكتل وتُعيق مرور الضوء إلى شبكية العين، وهكذا تفقد العدسة شفافيتها، وتصبح أكثر سُمكًا وأقل مرونة، وهو ما يؤدي إلى صعوبة الرؤية.
اقرا ايضا أعراض المياه البيضاء على العين
عوامل الخطورة
من أهم العوامل التي يتعرض لها الفرد فتغيّر طبيعة عدسة عينه:
- التقدم في العمر.
- الإصابة بمرض السكري.
- التعرض المفرط لأشعة الشمس المباشرة.
- التدخين.
- السمنة المفرطة.
- العامل الوراثي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة سابقًا بجرح في العين أو التهاب.
- الخضوع لعملية جراحية في العين سابقًا.
- الاستخدام المُستمر لأدوية الكورتيزونات.
- الإفراط في شرب الكحول.
بالنظر إلى تلك العوامل -ومن قبلها طريقة حدوث المرض- نستنتج أن شروط حدوث العدوى لا تنطبق على مَرض المياه البيضاء، فالمياه البيضاء لا تصيب الإنسان بسبب ميكروب معين، كما أن التعامل المباشر أو غير المباشر مع المريض لا يؤدي إلى إصابة الفرد السليم بالمرض. بهذا يتضح أن إجابة سؤالنا: “هل المياه البيضاء معديه؟” هي لا، فالمرض لا ينتقل بين الأفراد.
هل مرض المياه البيضاء مرض وراثي؟
في بداية محاولتنا الإجابة عن سؤال: “هل المياه البيضاء معديه؟” وضحنا أن طريقة انتقال المرض المعدي بين الأفراد تسمى عدوى أفقية، ويختلف ذلك عن العدوى الرأسية (Vertical disease transmission).
يوصف المرض بأنه ينتقل رأسيًا عندما يرث الابن جيناتِ المرض عن أحد أبويه، وينطبق ذلك الوصف على المياه البيضاء التي قد تُصيب الإنسان بسبب العامل الوراثي -ألقِ نظرة على عوامل الخطورة مرة أخرى-، وحينها يطلق على هذا النوع من أنواع المياه البيضاء (المياه البيضاء الخلقية) بهذا نستنتج أن مرض المياه البيضاء مرض وراثي وليس معديًا.
ختامًا.. نرجو أن تكون إجابة سؤالك “هل المياه البيضاء معديه؟” قد اتضحت، كما نتمنى أن تكون قد تعرفت على الفرق بين المرض المُعدي والوراثي وكذلك أنواع المياه البيضاء.
يعتبر دكتور أشرف حسن سليمان -استشاري جراحات القرنية والمياه البيضاء والزرقاء وتصحيح عيوب الإبصار بالليزر- أفضل دكتور لعلاج المرضى المصابين بالمياه البيضاء، فهو يعتمد على أحدث الأساليب في التشخيص والعلاج.